1) التعاريف
يعرّف تشغيل الأطفال بأنه كل شكل من أشكال النشاط الاقتصادي الذي يمارسه أطفال، والذي يحرمهم من كرامتهم ويضر بنموهم الطبيعي، الجسدي والنفسي.
يشمل النشاط الاقتصادي ضمن ما يشمله، العمل السري، والعمل غير المؤدى عنه والعمل في القطاع غير المهيكل.
ويغطي مصطلح "عمل الأطفال" واقعاً معقداً ؛ فهو يبدأ من العمل الضار والذي يشمل استغلال الطفل العامل، إلى مظهر العمل الأكثر بساطة.
الأشكال المقبولة لعمل الأطفال :
ليس كل عمل هو مضر بالأطفال ؛ فبعض الأطفال يسهمون في مهام منزلية ويساعدون والديهم في بعض الأعمال بدون أن ينال ذلك من تمدرسهم ونموهم الجسدي والنفسي.
شباب آخرون بين سن 15 و18 سنة يعملون بطريقة مشروعة تماماً ؛ والظروف التي يعلمون فيها مطابقة لسنهم ولدرجة نضجهم ولا خطر منها على نموهم العادي.
لذا فهم يكتسبون التأهيل والسلوك اللذين سيحتاجون إليهما كعمال في المستقبل ويسهمون في الرخاء الاقتصادي لبلدهم.
- أشكال غير مقبولة من تشغيل الأطفال :
يدخل العمل ضمن فئة " العمل غير المرغوب فيه " للأطفال، عندما يشكل بسبب طبيعته أو مدته عائقا أمام تمدرسهم، أو يكون ضاراً بصحتهم وبنموهم. إنه شكل من أشكال العمل الواجب منعها عندما يمارس في ظروف تلحق الضرر بصحة الأطفال وبنموهم الجسدي والنفسي.
هناك ثلاث فئات كبرى لعمل الأطفال يجب إلغاؤها نظراً لطبيعتها :
الأعمال المنجزة من قبل أطفال تقل أعمارهم عن الحد الأدنى المحدد لهذا النوع من الأعمال.
الأعمال الخطرة التي من شأنها الإضرار بالصحة الجسدية أو العقلية أو بأخلاقية الأطفال دون سن 18 سنة.
الأعمال المدانة بذاتها والمصنفة من بين أسوأ أشكال عمل الأطفال (انظر الإطار المتعلق بالاتفاقية رقم 182).
2) - الأسباب الرئيسية لعمل الأطفال :
كان عمل الأطفال ، في جميع الأزمنة،مرتبطاً أساساً بفقر الأسر.
فالفقر يدفع بالأطفال إلى العمل للحصول على النقود التي ستحسن من دخل الأسرة.
ولكن هل الفقر هو تفسير كاف لتبرير عمل الأطفال ؟
هناك أسباب أخرى عندما تتضافر مع الفقر، فإنها تشجع عمل الأطفال.
واستناداً إلى الدراسات والأشغال المختلفة المنجزة في ميدان عمل الأطفال، فإن عوامل أخرى تسهم في دفع الأطفال للعمل.
- الحجم الكبير للأسر - الفشل المدرسي - الهجرة من البوادي إلى المدن - تفكك الأسرة - تفضيل اليد العاملة الصغيرة في بعض النشاطات. - مواقف اجتماعية تحبذ عمل الأطفال
يمكن تحليل عمل الأطفال على ثلاثة مستويات.
أ) - الأسباب المباشرة هي الأكثر وضوحاً والأكثر بداهةً، ولها تأثير مباشر على الطفل وعلى الأسرة. والفقر والأحداث التي تغير التوازن المالي للأسرة هي من هذه الأسباب.
ب) - الأسباب الخفية هي القيم والأوضاع التي يمكن أن تجعل الأسرة عرضةً لقبول عمل الأطفال بل ولتشجيعهم عليه.
النزعة الاستهلاكية يمكن أن تدفع الأطفال والآباء إلى البحث عن كسب المزيد من المال لمواجهة احتياجات أخرى.
ج) - الأسباب البنيوية تتدخل على مستوى الاقتصاد والمجتمع ككل وتؤثر على الوسط الذي يمكن فيه لعمل الأطفال أن ينتعش أو على العكس أن يكون غير مشجع. ويشكل الناتج الداخلي الإجمالي الضعيف جزءاً من هذه الأسباب.
3) - الخصائص الأساسية لعمل الأطفال :
كشف البحث الذي أنجزته وزارة التشغيل بالتعاون مع مكتب العمل الدولي / البرنامج الدولي للقضاء على عمل الأطفال عام 1999، والذي أجري على عينة من 3500 طفل عامل، عما يلي :
يلجأ الأطفال إلى العمل في سن جد مبكرة (% 90 من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة).
من بين الأسباب الرئيسية التي تدفع الأطفال إلى العمل في سن مبكرة، فقر الأسر التي تعاني من ظروف حياتية صعبة. % 96 من هؤلاء الأطفال ينحدرون من أسر فقيرة ومفككة.
أغلبية الأطفال العاملين غير ممدرسين.
الأعمال التي ينجزها الأطفال الذين شملهم البحث صعبة وتجري في ظروف تضر بصحتهم وفي أماكن غير لائقة.
أرباب أسر الأطفال العاملين لا يتوفرون، في أغلبيتهم الساحقة، على أي مستوى تعليمي.
أغلبية الأطفال العاملين يشتغلون لفترة أسبوعية تتعدى 50 ساعة (% 52 من الأطفال الذين شملهم البحث).
الأغلبية العظمى من الأطفال لا تتلقى أي تدرج مهني سابق على العمل.